الجمعة، 28 أكتوبر 2016

في أريحا كان خرطيون وسلامة وذو الكفل والنبي موسى ..وباص السوشال ميديا..الجزء الثاني

الجزء الثاني

المحطة الثانية..وادي القلط
سرنا في مسار صخري خطر بعض الشيء، تطلب منا التمسك بكل ما نجده في طريقنا، والبعض كان يستكين إلى النباتات الصحراوية أو حقيبة من يسير أمامه، كان لدى المعظم فكرتان تتصارعان، أأفوت التقاط الصورة أم أعرض حياتي للخطر ، فالصور في منطقة وادي القلط جذابة وتسحرك، ولكن السقوط من الارتفاع الشاهق يسحقك ..




وادي القلط ليس ممراً جميلا فحسب بل كان من الأراضي الموقوفة لمقام النبي موسى في عهد الظاهر بيبرس، بالإضافة إلى أراض في ترمسعيا وخربة أبو فلاح في رام الله وغيرها..لذلك سأخبركم مجموعة قصص عنه ..

القصة الاولى..خرطيون وبركة السمك
لا أدري إن كان يجب أن أسميه سيراً في الوادي، إذ أن المسار كان تسلقاً وعراً ويبعد عن السير  الذي نعرفه كل البعد. بعد أن قطعنا جزءاً لا بأس به من الطريق ظهرت نباتات البوص التي تنحني على بعضها البعض في محاولة للشرب من المياه الجارية، التي على الرغم من  تراجع منسوبها هذا العام تكسو كل منطقة تمر بها باللون الأخضر .
طوال المسير ربما كان الجميع يفكّر ببركة السمك التي سنجلس على أطرافها، حيث أن السمك فيها يأكل الخلايا الميتة، وكنت أريد أن أرى حيوان الوبر الصخري، لكن لم أوفق بذلك.

عندما قررت فنتينا أن تسكن هذا الكهف
جعفر يفكّر

جعفر يتساءل

خالد يفكر في بناء كوخ

وصلنا بركة السمك وهناك توقفنا، ولو تابعنا المسير لوصلنا إلى عين فارة وصادفنا في طريقنا كنيستي دير اللاتين والقلط،فوادي القلط كان منطقة مناسبة للتنسك يتوفر فيها الماء والمحاصيل الزراعية كالقمح، ولتوفير المياه للاديرة تم بناء قناة مياه حجرية في العهد الروماني و أنابيب معدنية تنخفض في مناطق وترتفع في أخرى لتسهيل نقل المياه،وكانت تستخدم لسحب المياه من عين القلط وحتى القدس عام 1927،وتم إيقافها مع بداية الاحتلال.



قنوات المياه
أعلى الجبل يمكنك رؤية الأنابيب المعدنية
إحدى الكنيستين تسمى كنيسة خرطيون،وخرطيون هذا راهب له مغارة في منطقة طريق بلدة تقوع قرب بيت لحم،وتقول الرواية الشعبية إن هذه المغارة شهدت موت مجموعة لصوص حاولوا سرقة خرطيون بسم أفعى وضعته في طعامهم لإنقاذه، وبالإضافة لها كان هناك أسد يحميه.

للاستماع إلى قصة خرطيون والقليل عن واد فارة .. هنا

القصة الثانية..شبابيك ثورية 1 
*تجدون التسجيل في نهاية القصص.

الجزء الأول ..ثورة عام 1936
قرأنا كثيراً ربما عن ثورة عام 1936، ولكن هناك جانب لم يذكره أحد إما جهلاً أو قصداً، لا عليكم..بدأت ثورة عام 1936 مع عملية الاختطاف التي قام بها الشيخ فرحان السعدي على طريق طولكرم ونابلس، حيث كمن مجموعة من الشباب لسيارات مستوطنين واختطفوا من بداخلها وقتلوهم.

الثورة تركزت في مثلث الرعب (نابلس،جنين،طولكرم،قلقيلية) وما مهد لها هو وجود عصابات من الثوار مثل عصابة أبو كباري (1921-1927) وعصابة أبو جلدة (1930-1934) في هذه المناطق..استمرت هذه الثورة حتى عام 1939 إذ انتهت باغتيال القائد العام للثورة عبد الرحيم الحج محمد في صانور وآخرين من الثوار، وهرب البعض منهم إلى العراق، وتشكل فصائل السلام.

الجزء الثاني..في العراق
في العراق شارك الثوار في ثورة رشيد علي الكيلاني التي فشلت بعد حين، مما حذا بهم للتوجه إلى تركيا ومن ثم ألمانيا..في ألمانيا كانت الحرب العالمية الثانية لا تزال مشتعلة، وبدأ الثوار بالتفكير جديّا في عملية تنطلق من ألمانيا إلى فلسطين لإشعال الثورة مجدداً..وهذا ما كان.

الجزء الثالث..هنيبعل
انطلق 5 مقاتلين، إثنان منهم يعتبران من ألمعية القادة وهما حسن سلامة وذو الكفل عبد اللطيف، والثلاثة الآخرون فلسطينيون من حملة الجنسية الألمانية،بطيارة من مخلفات الحرب العالمية كانت سقطت في إيطاليا، فتم إصلاحها في ألمانيا وبالتالي استخدامها في عملية سميت هنيبعل، وهنيبعل هذا من أعظم قادة قرطاجة في تونس في القرن الثالث قبل الميلاد،واسمه يعني محبوب الرب، وتوفي منتحراً بالسم في قرية تسمى ليبيسا.
لتفاصيل أكثر عن هنيبعل،هنا.

انطلقت الطائرة من ألمانيا إلى فلسطين وعلى متنها 6 (الطيار والمقاتلون) وما يحتاجونه من ذخيرة ومواد تموينية، وكانت الخطة تقتضي إنزال المقاتلين بالمظلات عن ارتفاع 300 متر، لكن الطائرة وصلت فوق وادي القلط الساعة 1 ليلاً و شاءت الأقدار أن يخطئ الملاح بتقدير المسافة وبالتالي أنزلهم عن ارتفاع 800 متر،والنتيجة كانت تفرق المقاتلين وأمتعتهم في كل مكان، ولم يعرف أحد منهم أين الآخرين.

الجزء الرابع..مصير  المقاتلين الخمسة
حسن سلامة كما نقول في مصطلحاتنا الشعبية "ابن البلد"،فهو يعرف أزقتها وحواريها لذلك استطاع الوصول إلى رام الله ومنها ساعده الناس للخروج والهرب خارج فلسطين،أما ذو الكفل عبد اللطيف فبدأ البحث عن أشخاص من عائلة الحسيني كان يجب أن يساعدوه إلا أنّ القوات البريطانية اعتقلته مع اثنين من الألمان،والألماني الثالث أصيب باختلال عقلي ونقل إلى مصح ومن ثم إلى ألمانيا وتوفي هناك.

القصة الثالثة..شبابيك ثورية 2
عام 1969 أي بعد ما تسمى النكسة بعامين عبرت دورية مقاتلة لحركة فتح حقل الألغام في غور الأردن بين أريحا والعوجا إلى وادي القلط متجهة إلى القدس، وتحمل على متنها نادر التايه(القائد) وعلي الجعفري وجميل أبو صقر وعبد الناصر.

لم تكد الدورية تصل وادي القلط حتى بدأت ملاحقتهم من قبل سرية عسكرية إسرائيلية يقودها تسيبي عوفر أو رجل المهمات الصعبة كما كانوا يسمونه، لم تستطع السرية بسبب كبر حجم الدبابة الدخول إلى الوادي ذي التضاريس الصعبة، إلا أنّ الجنود أطلقوا الرصاص تجاه نادر التايه الذي لم تسلم جثمانه إلى الآن،وعبد الناصر  اللذين سقطا شهيدين، وفيما بعد تم اعتقال جميل أبو صقر وعلي الجعفري واستخدامهما كدروع بشرية، ومن ثم الحكم عليهما بالسجن 6 مؤبدات، ولكن علي الجعفري استشهد عام 1980 في سجن عسقلان عندما حقنت رئتاه بالحليب الساخن بدلا من معدته أثناء إضراب عام1980.

للاستماع للقصصتين الثانية والثالثة..هنا

 القصة الرابعة..الطربوش
هذه القصة لن أرويها أنا فهي أجمل بلسان جعفر وحمزة..وهي تتحدث عن منع البريطانيين للفلاحين من ارتداء الملابس الشعبية الخاصة بهم.
للاستماع..هنا

الجزء الثالث هنا

هناك تعليق واحد:

  1. فانتينا ...
    كل الشغف و المحبة تابعي والى االمام .. ^^ استنيني بمدونتي الترحالية قريبا <3

    ردحذف