الاثنين، 17 أبريل 2017

أأحدثكم عن الجزائر؟

نحن لا نخطط لأقدارنا.. هي خُطّطت وكفى!

لم أكن يوماً أخطط لزيارة الجزائر، ولم أكن أعلم أن الجزائر عظيمة إلى هذا الحد!

كل شيء حدث فجأة.. وفجأة أنا هناك وبالتحديد في قسنطينة (عاصمة الشرق)، على الرغم من كل الأمور التي كانت تشير إلى "لن نسافر".

لن أطيل، سأحدثكم عما رأيت وزرت، علّكم يوماً تكونون هناك.. ولربما تتركون قطعة من قلبكم كمان فعلت أنا.

23/3/2017 الخميس
أول سيلفي التقطها، ولم أدر ماذا أكتب



وهنا وصل الفريق أرض الجزائر وقد أنهكه الجوع والتعب.



طائرتنا هبطت في العاصمة، لكن وجهتنا هي قسنطينة والتي تبعد 6 ساعات تقريبا في الحافلة- وهذا الرقم كبير لي كفتاة تعيش في فلسطين الصغيرة- لذلك اضطررنا للانتظار حتى 8:30 ليحل موعد الحافلة القادمة ولكن انتظارنا كان هنا!




24/3/2017 الجمعة
قسنطينة الساعة 3:30، لحظة الوصول، وكنا حينها لا نكاد نرى أنفسنا من التعب، نحتاج فقط مياه ساخنة وسرير دافئ.


 نمت الساعة الرابعة واستيقظت 6:30 بسبب اعتياد الساعة البيولوجية على ذلك، وهذا الشارع كان أول ما رأيته عندما فتحت نافذتي.
ولن أحدثكم عن عشقي لهذا النسق المعماري



استيقاظي مبكراً كان السبب في لقاء هؤلاء.. من أحببتهم وبقيت معهم طوال تلك الأيام، والذين يجب أن التقيهم مجددا! ولو بعد حين.
"صورة سريعة..صورة سريعة..  قبل بدء فعاليات المهرجان.."


تجربة أول كأس قهوة جزائرية.. لست من محبي القهوة أبداً، لكن القهوة الجزائرية ثقيلة إلى أبعد حد، فهي توقظك رغما عنك!
أما الشاي.. فهو الألذ لبساطة صنعه، والبائع هناك يقدمه لك بحب.






أحب الأطفال وكل ما يتعلق بهم، وهذه الصور لأطفال مشاركين في مهرجان علوم الفلك 15.






حانت صلاة الجمعة وكانت هناك زيارة لمسجد الأمير عبد القادر، الذي يعتبر أحد قادة الثورة على الاستعمار الفرنسي في الغرب الجزائري، أما مسجده فيعتبر أكبر المساجد الجزائرية مع احتساب مساحة الجامعة الاسلامية الملاصقة له.
 لم يتسن لي التقاط صورة للمسجد كله لكنّي حصلت على هذه.






 "The Girl with the remarkable hair" هكذا قال عضو الاتحاد العالمي للفلك بيرو بنفينوتي عندما أراد الرد على تعليق لي حول علاقة البشر بالألوان، العبارة جدا عادية لكن للآن لها أثر كبير في نفسي.
البروفيسور بيرو من أكثر الناس تواضعاً على هذا الكوكب ومن أجملهم روحاً وأبسطهم تعاملاً، هو ببساطة صديق الجميع.



قسنطينة (عاصمة الشرق الجزائري أو مدينة الجسور)  
بنيت على صخرتين كبيرتين مما جعلها آخر المدن التي تسقط في يد الاستعمار الفرنسي، وهي أيضاً من أشهر المدن بالثقافة والعلم.
لم يتسع الوقت لزيارة كل مكان فيها لذلك في الأيام الثلاثة لنا هناك كان لدينا زيارة سريعة لبعض الاماكن وأهمها الجسور السبعة والتي زرنا بعضها.

جسر سيدي راشد




 جسر الشيطان
 أسفل جسر سيدي راشد، وسمي بهذا الاسم بسبب الأصوات التي تسمعها عندما تقترب منه، هذه الأصوات طبعا بسبب وجود الشلال.




جسر سيدي مسيد أو سبيطار (المشفى)







25/3/2017 السبت
المرأة الطائرة أو ضريح الموتى
أعلى البوابة تمثال لامرأة، وسميت بهذا الاسم لأنّه حسب الرواية المتناقلة فإن هذه المرأة هبطت من السماء وهي ترمز للحياة.
في الضريح أسماء من قضوا من الجزائر في الحرب العالمية الثانية.





هذه الخريطة موجودة أمام الضريح وتمثل مخططاً لمنطقة الضريح ومحيطها.


26/3/2017 الأحد
جولة ميدانية في يومنا الأخير في قسنطينة، أحببت هذا اليوم بقدر ما آلمني.
بعد زيارة ميدانية لبعض الأماكن وتجربة التلفريك كان المتحف وقصر أحمد باي محطتنا الأخير.
لن أحدثكم عن أحمد باي أو عن قصره تاريخياً فذلك موجود بكثرة على الانترنت، سأصفه سريعاً فقط.

الطريق إلى أحمد باي.. رهاب المرتفعات يذوب في حضرة جمال ما تراه!.





قصر أحمد باي
قصر مليء بمربعات السيراميك الصغيرة المزركشة الملونة المدهشة الممتعة للنظر، وفيه من الغرف الكثير..فهذه لابنته وهذه لزوجته، وهذا باب بيت أبيه القديم، أما حديقة النخيل هذه لتذكره بالصحراء، وعلى هذا الحائط رسومات للتجارة إلى الحجاز، وهنا كانت غرفة المراقبة.. الخ.














المتحف
 للوهلة الأولى تشعر أنّك تدخل إلى دائرة حكومية أو شيء من هذا القبيل، فالممر ضيق.. ثم يتسّع لترى مساحات واسعة ضيقة مليئة بمقتنيات وعدة للحرب وبزّات عسكرية ورسومات ووثائق..الخ .. ببساطة كانت كل مقتنيات المتحف توحي بالطابع العسكري للجزائر وهذا ما تبينت لي صحته فيما بعد حين سألت.



انتهى نصف اليوم وحان الوقت لمغامرة جديدة قصيرة ولكن في الجزائر العاصمة..

27/3/2017 الإثنين
العاصمة الجزائرية (الجزائر)
الوقت ينفذ..الساعة 12 ظهراً يجب أن نكون في المطار، ولكن هناك الكثير لزيارته في العاصمة.. 
7:45 صباحاً أمام مقام الشهيد الذي يعتبر رمزا للجزائر، ومن هناك متّع ناظريك بجمال الساحل.




من مقام الشهيد إلى حديقة التجارب (الحمة)
هذه الحديقة تأسست عام 1832 إبان الحكم الفرنسي، وزرت أنا قسمين: 
القسم الأول: الحديقة الفرنسية وهي مرتبة بشكل دقيق ونباتاتها هادئة في نموها حتى.
وهنا بعض الصور..






ممر التنين
 نظرا لوجود أشجار التنين المتشابكة أغصانها فيه.



القسم الثاني: الحديقة الانجليزية التي تتميز بطبيعتها الغامضة فأنت لا تعرف ماذا سيقابلك بعد..تماما كما الغابة.
شجرة طرزان والتي هي من نوع الفيكوس، إذ أن جذورها تهبط من أعلى.





المحطة الأخيرة لي في الجزائر كانت كنيسة نوتردام، الكنيسة عظيمة من الخارج ومن الداخل..
التصوير داخلها ممنوع





لحظات الفراق صعبة جداً، وفي الجزائر عشت أصعبها، لم يكن من السهل ترك جميع هؤلاء والعودة ببساطة على الرغم من قصر المدة.. 
ولو كانت لي فرصة أخرى للعودة إلى هناك لن أفكر في "لا" حتى!.

 وهنا بعض الصور الجماعية التي لا تنسى







أما أني عدت للمنزل وقد أصبحت شبه جزائرية فهذه حكاية أخرى



لو كنت تبحث عن مكان لزيارته ..هيا للجزائر!
انتهى!