الأربعاء، 14 ديسمبر 2016

هل الحرية .حرية؟

رن المنبه، بالكاد فتحت ذات الضفيرة عينيها لتخرج من كابوس عن حرب غامضة ربما أو حلمٍ غريبٍ من تلك التي تنساها حين تستيقظ مباشرةً، نظرت للساعة إنّها السادسة، "يا إلهي متى سنستطيع إيقاف الوقت للنوم قليلاً في هذا الجو البارد جداً"، من تحت الغطاء نظرت للنافذة ورأت لا شيء سوى قطرات ماء تصطدم  بقوة وضباب متراكم.
ألقت برأسها مجدداً على وسادتها، ثم نهضت رغماً عنها لإعداد فطورها والمغادرة للعمل، أشعلت المذياع لتسمع فيروز الصباح تصدح "رجعت الشتوية"، صففت شعرها على شكل ضفيرة بنية كعادتها وارتدت سترتها وابتسمت لمرآتها-ذات الضفيرة تبتسم لكل شيء.

خرجت من المنزل تفكر كم هي حرة، فهي مستقلة في كل شيء،أوقفت أوّل حافلة قابلتها في الطريق وجلست بجانب شاب يافع يقرأ كتاباً يوحي بأنّه يتحدث عن الحرية، وعلى الطريق آرمة كبيرة "معاً من أجل حرية التعبير،معاً من أجل تطبيق قانون الحريات و..".

أعادت ذات الضفيرة التفكير مرة أخرى،"هل حرية التعبير التي نصّت عليها حقوق الإنسان والمواثيق الدولية وتطالب بها الكثير من الشعوب هذه الأيام حقيقية؟، نحن لا ننصف أنفسنا في التفكير ونقمع كثيراً من الأفكار التي تروادنا ونضعها في صندوق الممنوعات ونغلقها بمفتاح نرميه في البحر تقريباً كي لا نعود ونفكر بها مرة أخرى".

وتساءلت وهي تنظر لساعتها خوف التأخر،"هل نحن حقاً نبحث عن حرية التعبير التي نصت عليها القوانين، أم تلك التي يجب أن تكون فينا؟، كيف لك أن تفرض على غيرك شيئاً لا تطبقه؟.."

عادت ذات الضفيرة إلى واقعها على صوت السائق يقول" تفضلوا"، نزلت وحاولت تناسي ما تفكر به قامعةً هي الأخرى أفكارها وهي التي قالت قبل قليل" كيف لنا أن نطلب شيئاً لا نطبقه" وتابعت سيرها لعملها ترقب الشارع والمطر.

يتبع..