الاثنين، 9 يوليو 2018

كريمزان!؟



هل يسكن الجمال في أرواحنا؟ أم أرواحنا الجميلة؟ أم أن فلسطين حقا جميلة؟.. لا أعلم!


لم يسبق لي أن سمعت بدير كريمزان في بيت جالا شمال غرب بيت لحم، هل سمعت أنت به؟ إذا فعلت فتعال نراجع معلوماتنا سوية، وإن لم تسمع، فأتمنى أن تكون مدونتي المتواضعة هذه مفيدة لك :)


في كريمزان والذي بني على يد الساليزيان الإيطاليين في القرن التاسع عشر، تستقبلك حديقة مليئة بالورود والشجر على اليسار، ووادي أحمد العميق وشجر على اليمين، وبوابة متوسطة الحجم أمامك لتدخل إلى الساحة الرئيسية.







الساليزيان لم يبنوا الدير في بداية وجودهم في فلسطين، فالايطالي انطونيو بيللوني كان يدرس في بيت جالا، عندما قرر إنشاء بيت للأيتام، ومن ثم شراء أرض في بيت جِمال لينشئ فيها مدرسة زراعية، وتبعتها مدرسة تكنولوجية في أرض اشتراها في الناصرة.


في دير كريمزان التقينا بأحد الأشخاص الذين شهدوا التغيرات الكثيرة والمتسارعة، فهو كان أحد الطلاب فيه، وجاء لأول مرة عام 1976.





حدثنا صديقنا هذا عن نشأة الساليزيان والقديس فرنسيس ومؤسس الرهبنة الساليزية يوحنا دون بوسكو، والذي كان أباً روحيا وداعما للفقراء والأيتام والأحداث، ومساعداً دائما لهم.


ولكن هذا ليس المهم، لنعد للدير الآن، والذي يعتبر مكانا يؤمه طلبة من جنسيات مختلفة لدراسة اللاهوت فيه والانتشار في معاهد وأماكن مختلفة حول العالم للتدريس والعمل، ففيه مكتبة لاهوتية ومركز ثقافي.

خلف الكنيسة الصغيرة، سفرة الطعام، أما على يمين المبنى فهناك كنيسة صغيرة للرهبان وعددهم 7، وأعمارهم تتراوح ما بين 80 و90 عاماً، وفي المبنى أيضا غرف نوم الطلبة، ومتحف.


هيا نتجول قليلا داخل الدير وساحته قبل الذهاب للمحطة التالية




قاعة الصلاة الرئيسية للدير 





زوي رفيق السفر 




استمعنا إلى الكثير من المعلومات المتعلقة بنشأة الدير ومرافقه، والخدمات التعليمية التي يقدمها ومن هم الطلبة وغيره، ولكن الجولة لم تنته، فعبر طريق حجري محوط بالورد على الجانبين، نتجه إلى مصنع النبيذ الذي بني عام 1885 والذي يشكل وجوده استثمارا للدير، فكروم العنب التي هي بكل تأكيد أكبر من كرمنا في المنزل وأصغر من ذلك الذي في القصص تحيط بالدير.

ومن مصنع النبيذ يمكنك رؤية الدير في أجمل صورة له على قمة الجبل.


مصنع النبيذ 



كريمزان 


جزء من كروم العنب في وادي أحمد، الذي كان يُغمر بالمياه في الشتاء



وكما يعود كثير من الخريجين لمدارسهم وجامعاتهم بعد غياب، فالمعهد في الدير يستقبل طلبته كل عام لتذكّر أيام جمعتهم في شبابهم قبل أن تسرقهم مشاغل الحياة وتبعدهم جغرافية الأرض.

ومن المخطط في العشر سنوات القادمة اعتماد برنامج لاستقبال كهنة ورهبان من مختلف دول العالم ضمن برنامج تبادل لمدة 10 أيام، بالإضافة إلى خطط لإدراج دير كريمزان ضمن لائحة التراث العالمي لليونسكو، مع العلم أنه موجود الآن ضمن القائمة التمهيدية.


قد تسأل نفسك، أين الراهبات في الدير؟ هن موجودات داخل مدرسة الراهبات الأساسية، والتي قرأنا على جدرانها في طريق العودةعبارات كثيرة، كانت أجملها هذه: 




وكأي محبٍ\ةٍ لبيت لحم، لا يمكن أن تخرج منها قبل زيارة كنيسة المهد ومغارة الحليب والبلدة القديمة فيها.


المدخل الرئيسي لكنيسة المهد


جزء من الفسيفساء على جدران الكنيسة (تخضع للترميم)


داخل إحدى ساحات الكنيسة




مطعم ونزل فوضى-البلدة القديمة في بيت لحم


فوضى


ولأن الجولات والرحلات لا تكتمل إلا بوجود الأصدقاء، فهذه بعض من صور التقطت لتذكرنا بالسادس من تموز عام 2018، يوم كنا في كريمزان.




الجميلة وصديقتي المقربة غيدا


انتهى الأشرار الطيبون إلا هذه الصغيرة!


من اليمين: هناء عبد الله، غيدا حمودة، سامح منصور، فنتينا شولي، عبد الرحمن محمد 
الصورة التقطها: فراس جرار




فهل زرت أنت كريمزان؟ إن ذهبت أو لم تذهب أحب جدا سماع رأيك :)  



انتهى!