الأربعاء، 12 أكتوبر 2016

في جنين ..كانت الحكاية..

(صراع داخلي)
تأخر الوقت وأنا لم أقرر بعد ..أأذهب إلى جنين أم لا.. و لكننا سنعود منتصف الليل..لكن جنين تستحق..لم تكوني يوماً هناك ،لم لا تجربين..
قررت..نعم سأذهب..

انطلقت الحافلة و صدقا ربما هي المرة الأولى التي لم أقرأ فيها شيئا عن المنطقة التي سأزورها، واعتمدت في كتابتي هنا فقط على معلوماتي السابقة والجديدة التي تعلمتها هناك،ربما السبب يعود لانشغالاتي الكثيرة أو ربما لأن في ذهني كانت صورة ضبابية غير واضحة عن تلك المدينة التي تقع في شمال الضفة والتي هي بالنسبة لي قبل زيارتها كانت صغيرة جدا ولا شيء فيها مقارنة بالمدينة التي فيها ترعرت"نابلس".

المحطة الأولى..قصور عرابة

توقفت الحافلة وترجل الركاب و بدأنا بالسير في منطقة تشبه أي بلدة قديمة في فلسطين، إلا أن كل ذلك يتغير بمجرد أن تدخل الطرقات القديمة، فهذه الحجارة والطرقات تعود إلى 200 عام ربما، حين كان عبد الهادي وهو أحد الإقطاعيين في الحقبة العثمانية ينهى و يأمر، وهذه المباني التي ربما تراها عادية أنت في منظورك الحديث كانت قصوراً فخمة آنذاك.
عند سيرك في الممرات و عبورك الأبواب تشعر أنّها تنبض بالحياة وأن آل عبد الهادي لم يغادروا المكان أبداً، كما و قد تذهلك النوافذ والأبواب الفخمة بأحجامها الصغيرة والمباني بحصانتها، لكن تذكر أنّها لم تبن للسكنى فقط بل كانت حصوناً منيعة.
يبلغ عدد هذه القصور 13 قصراً رممت على مراحل مختلفة و فيها الآن مجموعة من المرافق لاستقبال الوفود، وأكثر ما شدني منها كان المكتبة.




                         







المحطة الثانية..مقبرة الشهداء العراقيين قرب قباطية
"هذه المنطقة فقط سيدخلها المصورون فقط لضيق الوقت"،هكذا قال مدير الرحلة،لكن أنّى لي الاستجابة وأمامي أكثر من خمسين قبراً لجنود عراقيين شهدوا عام 1948 وقاتلوا فيه حتى ارتقوا،حسمت أمري ودخلت المقبرة، لأشاهد قبوراً بألوان العلم العراقي و أسماء أشخاص تطلق العنان لخيالك في إبداع ملامحهم، فيها شيء مختلف ربما لن أدركه أبداً.






المحطة الثالثة .. كنيسة برقين(رابع أقدم كنيسة في العالم)
كأي كنيسة عليك الخشوع والدخول بهدوء و الجلوس و الاستمتاع بجمالها إن لم تكن تريد الصلاة أو إضاءة شمعة،وكنيسة العشرة البرص في برقين من أجمل الأماكن لتمتيع النظر، فكل شيء فيها جميل على الرغم من أن الصور المعلقة هنا وهناك والصليب المذهب وأماكن الصلاة ربما تتشابه مع الكنائس الأخرى.
ترتبط هذه الكنيسة بحسب العهد الجديد بمرور السيد المسيح وهو في طريقه إلى الجليل وشفائه عشرة من المصابين بمرض البرص، وخلال أعمال الترميم وجدت قبور قديمة مع بعض المقتنيات كالإنجيل و قناني الزيت و غيرها.

في هذه الكنيسة بئر قديمة تدخلها بالنزول عبر نفق مليء بالطحالب لتصل إلى أرضية فارغة من كل شيء إلا الكتابات على الجدران،لكنّها مكان يستحق الدخول إليه والخروج بشعر تشابكت فيه الطحالب مع الغبار.















أنصاف محطات

مخيم جنين
لم أدخل المخيم و لم أسر فيه، كانت فقط لقطة سريعة من أعلى التلة المشرفة على المخيم، لكن اسم المخيم  مرتبط و بشدة بعام 2002 وحصار المخيم، وبالنسبة لي كانت المرة الأولى التي أرى فيها مخيماً بهذا الحجم.




 خربة بلعمة
لا معالم واضحة بالنسبة لي في خربة بلعمة التي كانت مدينة كنعانية مهمة و بلدة في العصر البرونزي، فموقعها في وادي بلعمة مهم كطريق واصل ما بين سهلي عرابة ومرج بن عامر، وفي الخربة نفق ضمن النظام المائي للخربة استخدمه الناس كطريق آمنة لجلب المياه قديما في فترات الحرب والحصار، وعثر في النفق على بركة وبئر و 57 درجة.







البلد القديمة
البلدة القديمة في جنين لا تختلف عن غيرها في فلسطين سوى في هويات الشهداء المعلقة صورهم هنا وهناك والمساحة الضيقة والصغيرة مقارنة بغيرها كالبلدة القديمة في نابلس والقدس.



جنيم
لو شعرت يوماً بالضيق والرغبة في هواء نقي لطيف ومكان هادئ فاذهب إلى جنيم،حيث الاشجار العالية و المساحة الواسعة، ومن هناك ترى العفولة و الناصرة و مقيبلة،و بحسب ما أخبرنا به هناك فعلى هذه الأرض قامت مستوطنة تم أخلاؤها عام 2005 اسمها جنيم، لكنّي لم أجد مصادر ومعلومات أوفى.




دوار الحصان
حصان بحجم الحصان الطبيعي لكنّ هذا من صفائح سيارة إسعاف دمرت في حصار المخيم عام 2002، وكان فيها الشهيد الدكتور خليل سليمان الذي سمي مشفى جنين الحكومي فيما بعد باسمه.



دوار البطيخ
هذا الدوار صمم لاشتهار جنين بزراعة البطيخ، وبحسب صديقة لي فاسمه كان متعلقا بمجموعة من الشهداء فيما مضى.




حديقة البستان و قرية حداد

بعد الانتهاء من الأماكن السياحية والقديمة كان لا بد لنا من الجلوس و التحدث واللعب و السهر في جنين وتجربة السيارات الصغيرة ومدينة الملاهي،لنترك للذهن فرصة ترتيب المعلومات الجديدة التي تلقاها اليوم.
و حديقة البستان هذه شبه محاذية لحاجز الجلمة الذي يربط الضفة بأراضي الداخل الفلسطيني وبالتحديد مدينة الناصرة.




دخلت منزل صديقتي الساعة 12:20 بعد منتصف الليل محرجة من تأخر الوقت و سعيدة بثروتي الاستكشافية التي جنيتها اليوم،فجنين فاقت توقعاتي بما تملكه من تاريخ و جمال، وفي عقلي صوت يقول:"كيف سأستيقظ لدوام الثامنة صباحاً، وأنا التي لم أعتد السهر مؤخراً".

انتهى!

هناك تعليقان (2):

  1. فانتينا انت كنز للدنيا انا من جنين وما قدرت اوصفها واعرف قديش حلوة متلك. .
    الرحلة الجاي رح كون معك ����

    ردحذف
    الردود
    1. معتصمممم ... شو حلوو تعليقكك.. سعيدة انك حبيتها خاصة انك ابن البلد ..
      طبعا المرة الجاي سوا ^_^

      حذف