الجمعة، 23 سبتمبر 2016

ركضوا لحفظ حق الطفولة و انتهكوا حقوق البيئة..

الجمعة ،الثالث و العشرون من أيلول يوم ماراثون الأطفال بعنوان Fun Run و الذي تنظمه الإغاثة الطبية في رام الله، و نحن سنشارك كمرافقين للأطفال للتأكد من سلامتهم ،هم يقطعون المسافة بالجري و نحن بالدراجات الهوائية.

بدأت الشرطة بإغلاق الطرقات و المسعفون بالتوزع على كل المفارق ،تعالت بعد ذلك الأصوات الطفولية مؤذنة بقرب صافرة الحكم (3،2،1..10) ،ثم انطلاق.

وجوههم تشع بالفرحة و كل منهم يبذل قصارى جهده و يشجع صديقه الذي بجانبه للجري أسرع ، بعضهم حاول الإمساك بدراجاتنا و التعلق بها من أجل السماح لهم "بأخذ شوط".

بقي كل شيء على ما يرام حتى وصلنا الطريق المؤدي إلى دوار نيلسون مانديلا ،اعتقد أن المشكلة كانت منتشرة لكني لم ألحظها سوى في تلك اللحظة ، الزجاجات الفارغة في كل مكان ،الأطفال يسكبون المياه المعدنية على الأرض ،المتطوعة التي أعطتهم إياها ألقت بالأكياس في الشارع،بدأ الأمر يستفزني .

عندما وصلت إلى مرحلة لا تطاق من الانزعاج ،استوقفت أحد المتطوعين فكان تبريره أن هذه ثقافة مجتمع و لا يمكن تغييرها بسهولة و تحتاج وقتاً .. و في أثناء جدالنا طلبت من طفل يسير أن يزيل زجاجة لم يكن هو من ألقاها ،ففعل !!،وواظبت على ذلك في طريق العودة و لم يقل أي طفل :"بديش،مش انا رميتها".

عزيزي ..ما ضر المتطوعة لو كانت قدوة حسنة و ألقت الأكياس في السلة المخصصة.
عزيزي.. الأطفال يستجيبون بسرعة للأفعال الحسنة ،لماذا لم تحاول حتى أن تقول لهم : ارمها في سلة النفايات بعد الانتهاء منها.
نظموا الفعالية ليعلموهم الدفاع عن حقوقهم وسمحوا لهم بانتهاك حقوق البيئة عبر إلقاء النفايات و سكب المياه .. فمنذ متى تجتزأ الحقوق ؟؟!!! 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق